الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } * { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ } * { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }

ثم ذكر ما تُدْرَك به الجنة ويُتباعَد به من النار فقال: { فسُبحَانَ الله حين تُمْسُونَ } قال المفسرون: المعنى: فصلُّوا لله حين تُمسون، أي: حين تدخُلون في المساء { وحين تُصْبِحونَ } أي: تدخُلون في الصباح، و { تُظْهِرونَ } تدخُلون في الظهيرة، وهي وقت الزَّوال، { وعشيّاً } أي: وسبِّحوه عشيّاً. وهذه الآية قد جمعت الصلوات الخمس، فقوله: { حين تُمسون } يعني [به] صلاة المغرب والعشاء، { وحين تصبحون } يعني به صلاة الفجر، { وعشيّاً } العصر، «وحين تُظْهِرونَ» الظُّهر.

قوله تعالى: { وله الحمد في السموات والأرض } قال ابن عباس: يَحْمَده أهل السموات وأهل الأرض ويصلُّون له.

قوله تعالى: { يُخْرِجُ الحيَّ من الميِّت } فيه أقوال قد ذكرناها في سورة [آل عمران:27].

قوله تعالى: { ويُحيي الأرض بعد موتها } أي: يجعلها مُنْبِتة بعد أن كانت لا تُنْبِت، وتلك حياتها { وكذلك تُخْرَجون } قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: «تُخْرَجون» بضم التاء، وفتحها حمزة والكسائي؛ والمراد: تخرجون يوم القيامة من الأرض، أي: كما أحيا الأرض بالنبات يُحييكم بالبعث.