الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسْجُدِي وَٱرْكَعِي مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ }

قوله تعالى: { يا مريم اقنتي لربك } قد سبق شرح القنوت في «البقرة» وفي المراد به هاهنا أربعة أقوال.

أحدها: أنه العبادة، قاله الحسن.

والثاني: طول القيام في الصلاة، قاله مجاهد.

والثالث: الطاعة، قاله قتادة، والسدي، وابن زيد.

والرابع: الإخلاص، قاله سعيد بن جبير. وفي تقديم السجود على الركوع أربعة أقوال.

أحدها: أن الواو لا تقتضي الترتيب، وإنما تؤذن بالجمع، فالركوع مقدّم، قاله الزجاج في آخرين.

والثاني: أن المعنى استعملي السجود في حال، والركوع في حال، لا أنهما يجتمعان في ركعة، فكأنه حثٌ لها على فعل الخير.

والثالث: أنه مقدم ومؤخر، والمعنى: اركعي واسجدي، كقوله تعالى:إني متوفيكَ ورافعُكَ إِليَّ } [آل عمران: 55]. ذكرهما ابن الأنباري.

والرابع: أنه كذلك كان في شريعتهم تقديم السجود على الركوع، ذكره أبو سليمان الدمشقي. قال مقاتل: ومعناه: اركعي مع المصلين قُرَّاء بيت المقدس. قال مجاهد سجدت حتى قرحت.