الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ }

قوله تعالى: { ربنا إِننا سمعنا منادياً } في المنادي قولان.

أحدهما: أنه النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ابن عباس، وابن جريج، وابن زيد، ومقاتل.

والثاني: أنه القرآن، قاله محمد بن كعب القرظي، واختاره ابن جرير الطبري.

قوله تعالى: { ينادي للإيمان } فيه قولان.

أحدها: أن معناه: ينادي إلى الإيمان، ومثلهالذي هدانا لهذا } [الأعراف: 43].بأن ربك أوحى لها } [الزلزلة: 5]. [يريد: هدانا إلى هذا، وأوحى إليها] قاله الفراء.

والثاني: بأنه مقدم ومؤخر، والمعنى: سمعنا منادياً للإيمان ينادي، قاله أبو عبيدة.

قوله تعالى: { وكفِّرْ عنا سيئاتنا } قال مقاتل: امح عنا خطايانا. وقال غيره غطها عنا، وقيل: إنما جمع بين غفران الذنوب، وتكفير السيئات، لأن الغفران بمجرد الفضل، والتكفير بفعل الخير { وتوفنا مع الأبرار } قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، «الأبرار»، و «الأشرار» و «ذات قرار» وما كان مثله بين الفتح والكسر، وقرأ ابن كثير، وعاصم بالفتح: ومعنى: «مع الأبرار» فيهم، قال ابن عباس: وهم الأنبياء والصالحون.