الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }

قوله تعالى: { الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً } في هذا الذكر ثلاثة أقوال.

أحدها: أنه الذكر في الصلاة، يصلي قائماً، فإن لم يستطع، فقاعداً، فإن لم يستطع، فعلى جنب، هذا قول علي، وابن مسعود، وابن عباس، وقتادة.

والثاني: أنه الذكر في الصلاة وغيرها، وهو قول طائفة من المفسرين.

والثالث: أنه الخوف، فالمعنى: يخافون الله قياماً في تصرفهم، وقعوداً في دعتهم، وعلى جنوبهم في منامهم.

قوله تعالى: { ويتفكرون في خلق السموات والأرض } قال ابن فارس: التفكر: تردد القلب في الشيء. قال ابن عباس: ركعتان مقتصدتان في تفكرٍ، خيرٌ من قيام ليلة، والقلب ساه.

قوله تعالى: { ربَّنا } قال الزجاج: معناه: يقولون: ربنا { ما خلقت هذا باطلاً } ، أي: خلقته دليلاً عليك، وعلى صدق ما أتت به أنبياؤك. ومعنى { سبحانك }: براءةً لك من السوء، وتنزيهاً لك أن تكون خلقتهما باطلاً { فقنا عذاب النار } فقد: صدَّقْنا أنَّ لك جنَّة وناراً.