الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }

قوله تعالى: { قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون } قرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر { ستغلبون وتحشرون } بالتاء و { يرونهم } بالياء، وقرأ نافع ثلاثتهن بالتاء، وقرأهن حمزة. والكسائي بالياء. وفي سبب نزولها ثلاثة أقوال. أحدها: أن يهود المدينة لما رأوا وقعة بدر، همّوا بالإِسلام، وقالوا: هذا هو النبي الذي نجده في كتابنا، لا ترد له راية، ثم قال بعضهم لبعض: لا تعجلوا حتى تنظروا له وقعة أخرى، فلما كانت أُحد، شكّوا، وقالوا: ما هو به، ونقضوا عهداً كان بينهم وبين النبي، وانطلق كعب بن الأشرف في ستين راكباً إلى أهل مكة، فقالوا: تكون كلمتنا واحدة، فنزلت هذه الآية، رواه أبو صالح، عن ابن عباس. والثاني: أنها نزلت في قريش قبل وقعة بدر، فحقق الله وعده يوم بدر، روي عن ابن عباس، والضحاك. والثالث: أن أبا سفيان في جماعة من قومه، جمعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد وقعة بدر، فنزلت هذه الآية، قاله ابن السائب.