الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { يَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ } * { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { ويستعجلونك بالعذاب } قال مقاتل: نزلت في النَّضْر بن الحارث حين قال:فأَمْطِرْ علينا حجارةً مِنَ السَّماء } [الأنفال:32].

وفي [الأجل] المسمى أربعة أقوال.

أحدها: أنه يوم القيامة، قاله سعيد ابن جبير.

والثاني: أجل الحياة إِلى حين الموت، وأجل الموت إِلى حين البعث، قاله قتادة.

والثالث: مُدَّة أعمارهم، قاله الضحاك.

والرابع: يوم بدر، حكاه الثعلبي.

قوله تعالى: { ولَيَأْتِيَنَّهم } يعني العذاب. وقرأ معاذ القارئ، وأبو نهيك، وابن أبي عبلة: { ولَتَأْتِيَنَّهم } بالتاء { بغتةً وهم لا يَشْعُرون } باتيانه.

قوله تعالى: { وإِنَّ جهنَّم لَمُحيطة بالكافرين } أي: جامعة لهم. قوله تعالى: { ويقولُ ذُوقوا } قرأ ابن كثير: بالنون. وقرأ نافع: بالياء. فمن قرأ بالياء، أراد الملَك الموكَّل بعذابهم؛ ومن قرأ بالنون، فلأنَّ ذلك لمَّا كان بأمر الله تعالى جاز أن يُنسَب إِليه. ومعنى { ما كنتم تعملون } أي: جزاء ما عملتم من الكفر والتكذيب.