الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } * { وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَآءَهُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ } * { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

قوله تعالى: { وعاداً وثمود } قال الزجاج: المعنى: وأهلكنا عاداً وثموداً، لأن قبل هذا { فأخذتْهم الرجفة }.

قوله تعالى: { وقد تَبَيَّن لكم مِنْ مساكنهم } أي: ظهر لكم يا أهل مكة من منازلهم بالحجاز واليمن آية في هلاكهم، { وكانوا مستبصِرِين } قال الفراء: أي: ذوي بصائر. وقال الزجاج: أتوا ما أتوه وقد تبين لهم أن عاقبته عذابهم. وقال غيره: كانوا عند أنفسهم مستبصِرِين، يظنون أنهم على حق.

قوله تعالى: { وما كانوا سابِقِين } أي: ما كانوا يفوتون الله أن يفعل بهم ما يريد.

قوله تعالى: { فكلاًّ أخذْنا بذنْبه } أي: عاقبْنا بتكذيبه { فمنهم من أرسَلْنا عليه حاصباً } يعني قوم لوط { ومنهم من أخذتْه الصَّيحة } يعني ثموداً وقوم شعيب { ومنهم مَنْ خَسَفْنا به الأرض } يعني قارون وأصحابه { ومنهم من أغرقْنا } يعني قوم نوح وفرعون { وما كان الله لِيَظْلِمهم } فيعذِّبهم على غير ذَنْب { ولكنْ كانوا أنفسَهم يَظْلِمون } بالإِقامة على المعاصي.