قوله تعالى: { إِنَّا مُهْلِكو أهلِ هذه القرية } يعنون قرية لوط. قوله تعالى: { لَنُنَجِّيَنَّه } قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم: { لَنُنَجِّيَنَّه } و { إِنَّا مُنَجُّوكَ } بتشديد الحرفين، وخفَّفهما حمزة، والكسائي. وروى أبوبكر عن عاصم: { لَنُنَجِّيَنَّه } مشددة، و { إِنَّا مُنْجُوكَ } مخففة ساكنة النون. وقد سبق شرح ما أخللنا بذكره [هود:77] إِلى قوله: { إِنَّا مُنْزِلُونَ على أهل هذه القرية رِجْزاً } وهو الحَصْب والخسف. قوله تعالى: { ولقد تَرَكْنا منها } في المكني عنها قولان. أحدهما: أنها الفَعْلة التي فعل بهم؛ فعلى هذا في الآية ثلاثة أقوال. أحدها: أنها الحجارة التي أدركت أوائل هذه الأُمَّة، قاله قتادة. والثاني: الماء الاسود على وجه الأرض، قاله مجاهد. والثالث: الخبر عما صُنع بهم. والثاني: أنها القرية؛ فعلى هذا في المراد بالآية ثلاثة أقوال. أحدها: أنها آثار منازلهم الخَرِبة، قاله ابن عباس. والثاني: أن الآية في قريتهم إِلى الآن أن أساسها أعلاها وسقوفها أسفلها، حكاه أبو سليمان الدمشقي. والثالث: أن المعنى: تركناها آية تقول: إِن في السماء لآية، تريد أنها هي الآية، قاله الفراء.