الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ قَالُوۤاْ إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ } * { قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } * { وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ } * { إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } * { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

قوله تعالى: { إِنَّا مُهْلِكو أهلِ هذه القرية } يعنون قرية لوط.

قوله تعالى: { لَنُنَجِّيَنَّه } قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم: { لَنُنَجِّيَنَّه } و { إِنَّا مُنَجُّوكَ } بتشديد الحرفين، وخفَّفهما حمزة، والكسائي. وروى أبوبكر عن عاصم: { لَنُنَجِّيَنَّه } مشددة، و { إِنَّا مُنْجُوكَ } مخففة ساكنة النون. وقد سبق شرح ما أخللنا بذكره [هود:77] إِلى قوله: { إِنَّا مُنْزِلُونَ على أهل هذه القرية رِجْزاً } وهو الحَصْب والخسف.

قوله تعالى: { ولقد تَرَكْنا منها } في المكني عنها قولان.

أحدهما: أنها الفَعْلة التي فعل بهم؛ فعلى هذا في الآية ثلاثة أقوال. أحدها: أنها الحجارة التي أدركت أوائل هذه الأُمَّة، قاله قتادة. والثاني: الماء الاسود على وجه الأرض، قاله مجاهد. والثالث: الخبر عما صُنع بهم.

والثاني: أنها القرية؛ فعلى هذا في المراد بالآية ثلاثة أقوال.

أحدها: أنها آثار منازلهم الخَرِبة، قاله ابن عباس.

والثاني: أن الآية في قريتهم إِلى الآن أن أساسها أعلاها وسقوفها أسفلها، حكاه أبو سليمان الدمشقي.

والثالث: أن المعنى: تركناها آية تقول: إِن في السماء لآية، تريد أنها هي الآية، قاله الفراء.