الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ }

قوله تعالى: { وإِبراهيمَ } قال الزجّاج: هو معطوف على نوح، والمعنى: أرسلنا إِبراهيم.

قوله تعالى: { ذلكم } يعني عبادة الله { خير لكم } من عبادة الأوثان، { إِن كنتم تَعْلَمون } ما هو خير لكم مما هو شر لكم؛ والمعنى: ولكنكم لا تعلمون. { إِنَّما تعبُدون مِنْ دون الله أوثاناً } قال الفراء: «انَّما» في هذا الموضع حرف واحد، وليست على معنى «الذي»، وقوله: { وتخلُقون إِفكاً } مردود على «إِنما»، كقولك: إِنما تفعلون كذا، وإِنما تفعلون كذا وقال مقاتل: الأوثان: الأصنام. قال ابن قتيبة: واحدها وثن، وهو ما كان من حجارة أو جِصّ.

قوله تعالى: { وتخلُقون إِفكاً } وقرأ ابن السميفع، وأبو المتوكل: { وتختلقون } بزيادة تاءٍ. ثم فيه قولان.

أحدهما: تختلقون كذباً في زعمكم أنَّها آلهة.

والثاني: تصنعون الأصنام؛ والمعنى: تعبدون أصناماً أنتم تصنعونها. ثم بيَّن عجزهم بقوله: { لا يملكون لكم رزقاً } أي: لا يقدرون على أن يرزقوكم { فابتغوا عند الله الرِّزق } أي: فاطلبوا من الله، فانَّه القادر على ذلك.

قوله تعالى: { وإِن تكذِّبوا } هذا تهديد لقريش { فقد كذَّب أُمَمٌ مِنْ قبلكم } والمعنى: فأُهلكوا.