الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } * { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى ٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { تِلْكَ الدَّارُ الآخرةُ } يعني الجنة { نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوّاً في الأرض } وفيه خمسة أقوال.

أحدها: أنَّه البَغْي، قاله سعيد بن جبير.

والثاني: الشَّرَفُ والعِزّ، قاله الحسن.

والثالث: الظُّلْم، قاله الضحاك.

والرابع: الشِّرك، قاله يحيى بن سلام.

والخامس: الاستكبار عن الإِيمان، قاله مقاتل.

قوله تعالى: { ولا فساداً } فيه قولان.

أحدهما: العمل بالمعاصي، قاله عكرمة.

والثاني: الدُّعاء إِلى غير عبادة الله، قاله ابن السائب.

قوله تعالى: { والعاقبةُ للمتَّقِين } أي: العاقبة المحمودة لهم.

قوله تعالى: { مَنْ جاء بالحسنة } قد فسرناه في سورة [النمل:89].

قوله تعالى: { فلا يُجزى الذين عَمِلوا السَّيِّئات } يريد الذين أشركوا { إِلاَّ ما كانوا يَعْمَلون } أي: إِلاَّ جزاء عملهم من الشِّرك، وجزاؤه النَّار.