الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ }

قوله تعالى: { إِنَّما أُوتيتُه } يعني المال { على عِلْمٍ عِندي } فيه خمسة أقوال.

أحدها: على عِلْم عندي بصنعة الذهب، رواه أبو صالح عن ابن عباس؛ قال الزجاج: وهذا لا أصل له، لأن الكيمياء باطل لا حقيقة له.

والثاني: برضى الله عني، قاله ابن زيد.

والثالث: على خيرٍ عَلِمَهُ الله عندي، قاله مقاتل.

والرابع: إِنما أُعطيتُه لفضل علمي، قاله الفراء. قال الزجاج: ادَّعى أنه أُعطيَ المال لعلمه بالتوراة.

والخامس: على علم عندي بوجوه المكاسب، حكاه الماوردي. قوله تعالى { أَوَلَمْ يَعْلَمْ } يعني قارون { أنَّ الله قد أهلك } بالعذاب { مِنْ قَبْله مِنَ القُرون } في الدُّنيا حين كذَّبوا رُسُلَهم { مَنْ هو أشدُّ منه قُوَّةً وأكثرُ جَمْعاً } للأموال.

وفي قوله: { ولا يُسْأَلُ عن ذُنوبهم المُجْرِمون } ثلاثة أقوال.

أحدها: لا يُسْأَلون ليُعْلَم ذلك مِنْ قِبَلهم وإِن سئلوا سؤال توبيخ، قاله الحسن.

والثاني: أن الملائكة تعرفهم بسيماهم فلا تسألهم عن ذنوبهم، قاله مجاهد.

والثالث: يدخلون النار بغير حساب، قاله قتادة. وقال السدي: يعذَّبون ولا يُسْأَلون عن ذُنوبهم.