الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ } * { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } * { وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

قوله تعالى: { أفلا تَسْمَعون } أي: سماع فَهْم وقَبول، فتستدلُّوا بذلك على وحدانية الله تعالى؟! ومعنى { تَسْكُنون فيه }: تستريحون من الحركة والنَّصَب { أفلا تُبْصِرون } ما أنتم عليه من الخطأ والضلالة؟! ثم أخبر أن اللَّيل والنهار رحمة منه. وقوله { لتَسْكُنوا فيه } يعني في الليل { ولِتَبْتَغوا مِنْ فَضْله } أي: لتلتمسوا من رزقه بالمعاش في النهار { ولعلَّكم تَشْكُرون } الذي أنْعَم عليكم بهما.

قوله تعالى: { ونَزَعْنا مِنْ كلِّ أُمَّة شهيداً } أي: أخرْجنا من كل أُمَّة رسولها الذي يشهد عليها بالتبليغ { فقُلنا هاتوا بُرهانكم } أي: حُجَّتكم على ما كنتم تعبُدون من دوني { فعَلِموا أنَّ الحق لله } أي: عَلِموا أنَّه لا إِله إِلا هو { وضَلَّ عنهم } أي: بَطَل في الآخرة { ما كانوا يَفْتَرون } في الدنيا من الشركاء.