الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } * { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

قوله تعالى: { ويوم نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أمَّة فَوْجاً } الفوج: الجماعة من الناس كالزُّمرة، والمراد به: الرؤساء والمتبوعون في الكفر، حُشروا وأُقيمت الحجة عليهم. وقد سبق معنىيُوزَعون } [النمل: 17]. { حتى إِذا جاؤوا } إِلى موقف الحساب { قال } الله تعالى لهم: { أكذَّبتم بآياتي }؟! هذا استفهام إِنكار عليهم ووعيد لهم، { ولم تُحيطوا بها عِلْماً } فيه قولان.

أحدهما: لم تعرفوها حقَّ معرفتها.

والثاني: لم تُحيطوا عِلْماً ببطلانها. والمعنى: إِنكم لم تتفكَّروا في صحتها،

{ أم ماذا كنتم تعملون } في الدنيا فيما أمرتُكم به ونهيتُكم عنه؟!.

قوله تعالى:وَوقَعَ القولُ عليهم } قد شرحناه آنفاً [النمل: 82] { بما ظَلَمُوا } أي: بما أَشركوا { فهم لا يَنْطِقُون } بحجة عن أنفسهم. ثُم احتج عليهم بالآية التي تلي هذه. ومعنى قوله: { والنَّهارَ مُبْصِراً } أي: يُبْصَر فيه لابتغاء الرِّزق.