الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ } * { قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ }

قوله تعالى: { فاذا هم فريقان } أي: مؤمن وكافر { يختصمون } وفيه قولان.

أحدهما: أنه قولهمأتَعْلَمون أنَّ صالحاً مُرْسَلٌ مِنْ ربِّه... } الآيات [الأعراف:75،80].

والثاني: أنه قول كل فريق منهم: الحقُّ معي.

قوله تعالى: { لِمَ تَسْتَعْجِلونَ بالسَّيِّئة } وذلك حين قالوا: إِن كان ما أتيتنا به حقّاً فائتنا بالعذاب. وفي السيِّئة والحسنة قولان.

أحدهما: أن السيِّئة: العذابُ، والحسنة: الرحمة، قاله مجاهد.

والثاني: [أن] السيِّئة: البلاءُ، والحسنة: العافية، قاله السدي.

قوله تعالى: { لولا } أي: هلاَّ { تَستغفِرونَ اللّهَ } من الشِّرك { لعلَّكم تُرْحَمون } فلا تعذَّبون. { قالوا اطَّيَّرْنا } قال ابن قتيبة: المعنى: تَطَيَّرنا وتشاءَمْنا { بك } ، فأُدغمت التاء في الطاء، وأُثبتت الألف، ليسلم السكونُ لِمَا بعدها. وقال الزجاج: الأصل: تطيَّرنا، فأُدغمت التاء في الطاء، واجتُلبت الألفُ لسكون الطاء؛ فاذا ابتدأتَ قلتَ: اطَّيَّرنا، وإِذا وصلتَ لم تذكر الألف وتسقط لأنها ألِف وصل، [وإِنما] تطيَّروا به، لأنهم قحطوا وجاعوا، فـ { قال } لهم { طائرُكم عِنْدَ الله } وقد شرحنا هذا المعنى في [الاعراف:131].

وفي قوله: { تُفْتَنون } ثلاثة أقوال.

أحدها: تُختَبرون بالخير والشر، قاله ابن عباس.

والثاني: تُصرَفون عن دينكم، قاله الحسن.

والثالث: تُبتلَوْن بالطاعة والمعصية، قاله قتادة.