الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } * { وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ } * { وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ } * { وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } * { وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ } * { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ } * { إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }

قوله تعالى: { هَبْ لِي حُكْماً } فيه ثلاثة أقوال.

أحدها: النبوَّة، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: اللُّبّ، قاله عكرمة.

والثالث: الفَهْم والعِلْم، قاله مقاتل، وقد بيَّنَّا معنى { وأَلحِقْني بالصَّالِحِين } في سورة [يوسف:101]، وبيَّنَّا معنى { لِسَانَ صِدْقٍ } في [مريم:50] والمراد بالآخِرِين: الذين يأتون بعده إِلى يوم القيامة.

قوله تعالى: { واغفر لأبي } قال الحسن: بلغني أن أُمَّه كانت مسلمة على دينه، فلذلك لم يذكُرها.

فإن قيل: فقد قال: { اغفر لي ولوالديَّ } [ابراهيم:41].

قيل: أكثر الذِّكْر إِنما جرى لأبيه، فيجوز أن يسأل الغفران لأمِّه وهي مؤمنة، فأما أبوه فلا شك في كفره. وقد بيَّنَّا سبب استغفاره لأبيه في [براءة:113]، وذكرنا معنى الخزي في [آل عمران:192].

قوله تعالى: { يَوْمَ يُبْعَثُون } يعني: الخلائق.

قوله تعالى: { إِلا مَنْ أتى اللّهَ بقلب سليم } فيه ستة أقوال.

أحدها: سليم من الشِّرك، قاله الحسن، وابن زيد.

والثاني: سليم من الشَّكّ، قاله مجاهد.

والثالث: سليم، أي: صحيح، وهو قلب المؤمن، لأن قلب الكافر والمنافق مريض، قاله سعيد بن المسيب.

والرابع: أن السَّليم في اللغة: اللديغ، فالمعنى: كاللديغ من خوف الله تعالى، قاله الجنيد.

والخامس: سليم من آفات المال والبنين، قاله الحسين بن الفضل.

والسادس: سليم من البدعة، مُطْمئنّ على السُّنَّة، حكاه الثعلبي.