قوله تعالى: { أتبنون بكُلِّ رِيع } وقرأ عاصم الجحدري، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة: { بكُلِّ رَيْع } بفتح الراء. قال الفراء: هما لغتان. ثم فيه ثلاثة أقوال. أحدها: أنه المكان المرتفع؛ روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: بكل شَرَف. قال الزجاج: هو في اللغة: الموضع المرتفع من الأرض. والثاني: أنه الطريق، رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال قتادة. والثالث: الفجُّ بين الجبلين، قاله مجاهد. والآية: العلامة. وفيما أراد بهذا البناء ثلاثة أقوال. أحدها: أنه أراد: تبنون مالا تسكنون، رواه عطاء عن ابن عباس؛ والمعنى أنه جعل بناءهم ما يستغنون عنه عبثاً. والثاني: بروج الحمام، قاله سعيد بن جبير، ومجاهد. والثالث: أنهم كانوا يبنون في المواضع المرتفعة ليُشرفوا على المارَّة، فيَسْخَروا منهم ويَعْبَثوا بهم، وهو معنى قول الضحاك. قوله تعالى: { وتَتَّخِذون مَصَانع } فيه ثلاثة أقوال. أحدها: قصور مشيَّدة، قاله مجاهد. والثاني: مصانع الماء تحت الارض، قاله قتادة. والثالث: بروج الحمام، قاله السدي. وفي قوله: { لعلَّكم تَخْلُدون } قولان. أحدهما: كأنَّكم تخلُدون؛ قاله ابن عباس، وأبو مالك. والثاني: كَيْما تَخْلُدوا، قاله الفراء، وابن قتيبة. وقرأ عكرمة، والنخعي، وقتادة، وابن يعمر: { تُخْلَدون } برفع التاء [وتسكين الخاء وفتح اللام مخففة. وقرأ عاصم الجحدري، وأبو حصين]: { تُخَلَّدون } بفتح الخاء وتشديد اللام. قوله تعالى: { وإِذا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جبَّارِين } المعنى: إِذا ضربتم ضربتم بالسياط ضرب الجبَّارين، وإِذا عاقبتم قَتَلتم؛ وإِنما أنكر عليهم ذلك، لأنه صدر عن ظلم، إِذ لو ضَربوا بالسيف أو بالسوط في حَقٍّ ماليموا. وفي قوله: { عذابَ يوم عظيم } قولان. أحدهما: ما عذِّبوا به في الدنيا. والثاني: عذاب جهنم.