الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَّبَتْ عَادٌ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ } * { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } * { وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِيۤ أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ } * { أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ } * { وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }

قوله تعالى: { أتبنون بكُلِّ رِيع } وقرأ عاصم الجحدري، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة: { بكُلِّ رَيْع } بفتح الراء. قال الفراء: هما لغتان. ثم فيه ثلاثة أقوال.

أحدها: أنه المكان المرتفع؛ روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: بكل شَرَف. قال الزجاج: هو في اللغة: الموضع المرتفع من الأرض.

والثاني: أنه الطريق، رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال قتادة.

والثالث: الفجُّ بين الجبلين، قاله مجاهد. والآية: العلامة.

وفيما أراد بهذا البناء ثلاثة أقوال.

أحدها: أنه أراد: تبنون مالا تسكنون، رواه عطاء عن ابن عباس؛ والمعنى أنه جعل بناءهم ما يستغنون عنه عبثاً.

والثاني: بروج الحمام، قاله سعيد بن جبير، ومجاهد.

والثالث: أنهم كانوا يبنون في المواضع المرتفعة ليُشرفوا على المارَّة، فيَسْخَروا منهم ويَعْبَثوا بهم، وهو معنى قول الضحاك.

قوله تعالى: { وتَتَّخِذون مَصَانع } فيه ثلاثة أقوال.

أحدها: قصور مشيَّدة، قاله مجاهد.

والثاني: مصانع الماء تحت الارض، قاله قتادة.

والثالث: بروج الحمام، قاله السدي.

وفي قوله: { لعلَّكم تَخْلُدون } قولان.

أحدهما: كأنَّكم تخلُدون؛ قاله ابن عباس، وأبو مالك.

والثاني: كَيْما تَخْلُدوا، قاله الفراء، وابن قتيبة. وقرأ عكرمة، والنخعي، وقتادة، وابن يعمر: { تُخْلَدون } برفع التاء [وتسكين الخاء وفتح اللام مخففة. وقرأ عاصم الجحدري، وأبو حصين]: { تُخَلَّدون } بفتح الخاء وتشديد اللام.

قوله تعالى: { وإِذا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جبَّارِين } المعنى: إِذا ضربتم ضربتم بالسياط ضرب الجبَّارين، وإِذا عاقبتم قَتَلتم؛ وإِنما أنكر عليهم ذلك، لأنه صدر عن ظلم، إِذ لو ضَربوا بالسيف أو بالسوط في حَقٍّ ماليموا.

وفي قوله: { عذابَ يوم عظيم } قولان.

أحدهما: ما عذِّبوا به في الدنيا.

والثاني: عذاب جهنم.