قوله تعالى: { لولا نُزِّل عليه القرآنُ جُمْلَةً واحدةً } أي: كما أُنزلت التوراةُ والإِنجيل والزَّبور، فقال الله عز وجل: { كذلكَ } أي: أنزلناه كذلك متفرِّقاً، لأن معنى ما قالوا: لِمَ نُزِّل عليه متفرِّقاً؟ فقيل: إِنما أنزلناه كذلك { لنُثَبِّتَ به فؤادكَ } أي: لنُقَوِّي به قلبَك فتزداد بصيرة، وذلك أنه كان يأتيه الوحي في كل أمر وحادثة، فكان أقوى لقلبه وأنور لبصيرته وأبعد لاستيحاشه، { ورتَّلْناه ترتيلاً } أي: أنزلناه على الترتيل، وهو التمكُّث الذي يُضادُّ العَجَلة. قوله تعالى: { ولا يأتونكَ } يعني المشركين { بِمَثَل } يضربونه لك في مخاصمتك وإِبطال أمرك { إِلا جئناك بالحقّ } أي: بالذي هو الحقّ لتَرُدَّ به كيدهم { وأحسنَ تفسيراً } من مَثَلهم؛ والتفسير: البيان والكشف. قال مقاتل: ثم أخبر بمستقرِّهم في الآخرة، فقال: { الذين يحشرون على وجوههم } وذلك أن كفار مكة قالوا: إِن محمداً وأصحابه شُرُّ خلق الله، فنزلت هذه الآية. قوله تعالى: { أولئك شَرٌّ مكاناً } أي: منزلاً ومصيراً { وأضلُّ سبيلاً } ديناً وطريقاً من المؤمنين.