الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلطَّيْرُ صَآفَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } * { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ }

قوله تعالى: { ألم تر أن الله يُسَبِّح له مَنْ في السمواتِ والأرض } قد تقدم تفسيره [البقرة: 30].

قوله تعالى: { والطَّيْرُ } أي: وتسبِّح له الطير { صافّاتٍ } أي: باسطات أجنحتها في الهواء: وإِنما خصّ الطير بالذِّكْر، لأنها تكون بين السماء والأرض إِذا طارت، فهي خارجة عن جملة مَنْ في السماوات والأرض.

قوله تعالى: { كُلٌّ } أي: من الجملة التي ذكرها { قد عَلِمَ صلاته وتسبيحه } قال المفسرون: الصلاة، لبني آدم، والتسبيح، لغيرهم من الخلق.

وفي المشار إِليه بقوله { قد عَلِمَ } قولان.

أحدهما: أنه الله تعالى، والمعنى قد علم اللّهُ صلاة المصلّي وتسبيحه، قاله الزجاج.

والثاني: أنه المصلّي والمسبِّح. ثم فيه قولان.

أحدهما: قد علم المصلِّي والمسبِّح صلاة نفسه وتسبيحه، أي: قد عرف ما كلِّف من ذلك.

والثاني: قد علم المصلِّي صلاة الله وتسبيحه، أي: علم أن ذلك لله تعالى وحده.

وقرأ قتادة، وعاصم الجحدري، وابن يعمر: { كُلٌّ قد عُلِمَ } برفع العين وكسر اللام { صلاتُه وتسبيحُه } بالرفع فيهما.