الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ } * { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } * { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ }

قوله تعالى: { ولو رَحِمناهم وكَشَفْنا ما بهم من ضُرٍّ } قال ابن عباس: الضُّرّ هاهنا: الجوع الذي نزل بأهل مكة حين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " اللهم أَعِنِّي على قريش بسنين كَسِنِيِّ يوسف " ، فجاء أبو سفيان إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إِليه الضُّرَّ، وأنهم قد أكلوا القِدَّ والعظام، فنزلت هذه الآية والتي بعدها، وهو العذاب المذكور في قوله: { ولقد أخذناهم بالعذاب }.

قوله تعالى: { حتى إِذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد } فيه ثلاثة أقوال.

أحدها: أنه يوم بدر، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.

والثاني: أنَّهُ الجوع الذي أصابهم، قاله مقاتل.

والثالث: بابٌ من عذاب جهنم في الآخرة، حكاه الماوردي.

قوله تعالى: { إِذا هم فيه مُبْلِسُون } وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو المتوكل، وأبو نهيك، ومعاذ القارىء: «مبلَسون» بفتح اللام. وقد شرحنا معنى المُبلس في [الأنعام: 45].