الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

قوله تعالى: { ولو اتَّبع الحقُّ أهواءهم } في المراد بالحق قولان.

أحدهما: أنه الله عز وجل، قاله مجاهد، وابن جريج، والسدي في آخرين.

والثاني: أنه القرآن، ذكره الفراء، والزجاج. فعلى القول الأول يكون المعنى: لو جعل الله لنفسه شريكاً كما يحبُّون. وعلى الثاني: لو نزَّل القرآن بما يحبُّون من جعل شريك لله { لفسدت السموات والأرض و من فيهن بل أتيناهم بِذِكْرهم } أي: بما فيه شرفهم وفخرهم، وهو القرآن { فهُم عن ذِكْرهم مُعْرِضون } أي: قد تولَّوا عما جاءهم من شرف الدنيا والآخرة. وقرأ ابن مسعود، وأُبيّ بن كعب، وأبو رجاء، وأبو الجوزاء: «بل أتيناهم بذكراهم فهم عن ذكراهم مُعْرِضون» بألف فيهما. { أم تسألُهم } عمّا جئتَهم به { خَرْجاً } قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم: «خَرْجاً» بغير ألف [«فخراج» بألف]. وقرأ ابن عامر: «خَرْجاً فخَرْج» بغير ألف في الحرفين. وقرأ حمزة، والكسائي: «خراجاً» بألف «فخراج» بألف في الحرفين. ومعنى «خَرْجاً»: أجراً ومالاً، { فخراج ربِّك } أي: فما يُعطيك ربُّك من أجره وثوابه { خيرٌ وهو خير الرازقين } أي: أفضل من أعطى؛ وهذا على سبيل التنبيه لهم أنه لم يسألهم أجراً، لا أنه قد سألهم والناكب: العادل؛ يقال: نَكَبَ عن الطريق، أي: عَدَل عنه.