الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ للَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيٰتِنَا فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } * { وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوۤاْ أَوْ مَاتُواْ لَيَرْزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ }

قوله تعالى: { المُلْكُ يومئذ } أي: يوم القيامة { لله } من غير منازع ولا مدَّع { يحكُم بينهم } أي: بين المسلمين والمشركين؛ وحكمه بينهم بما ذكره في تمام الآية وما بعدها. ثم ذكر فضل المهاجرين فقال: { والذين هاجروا في سبيل الله } أي: من مكة إِلى المدينة.

وفي الرزق الحسن قولان.

أحدهما: أنه الحلال، قاله ابن عباس.

والثاني: رزق الجنة، قاله السدي.

قوله تعالى: { ثم قُتِلوا أو ماتوا } وقرأ ابن عامر: «قُتِّلوا» بالتشديد.

قوله تعالى: { لَيُدْخِلَنَّهم مُدْخَلاً } [وقرأ نافع بفتح الميم] { يرضونه } يعني: الجنة. والمدخل يجوز أن يكون مصدرا، فيكون المعنى: ليدخلنهم إدخالاً يكرمون به فيرضونه؛ ويجوز أن يكون بمعنى المكان. و«مَدخلاً» بفتح الميم على تقدير: فيدخلون مدخلاً. { وإِن الله لعليم } بنيّاتهم { حليم } عنهم.