قوله تعالى: { وما جعلنا لِبَشَرٍ مِنْ قبلك الخُلْدَ } سبب نزولها أن ناساً قالوا: إِن محمداً لا يموت، فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل. ومعنى الآية: ما خلَّدنا قبلكَ أحداً من بني آدم؛ والخُلْد: البقاء الدائم. { أفإن مِتَّ فَهُمُ الخالدون } يعني: مشركي مكة، لأنهم قالوا:{ نتربَّص به ريب المنون } [الطور: 30]. قوله تعالى: { ونبلُوكم بالشرِّ والخير } قال ابن زيد: نختبركم بما تحبُّون لننظر كيف شكركم، وبما تكرهون لننظر كيف صبركم. قوله تعالى: { وإِلينا يُرْجَعون } [قرأ ابن عامر: «تَرجعون» بتاء مفتوحة. وروى ابن عباس عن أبي عمرو: «يُرجعون»] بياء مضمومة. وقرأ الباقون بتاء مضمومة. قوله تعالى: { وإِذا رآكَ الذين كَفَروا } قال ابن عباس: يعني المستهزئين، وقال السدي: نزلت في أبي جهل، مَرَّ به رسول الله، فضحك وقال: هذا نَبيُّ بني عبد مناف. و«إِن» بمعنى «ما» ومعنى { هُزُواً } مهزوءاً به { أهذا الذي يَذْكُر آلهتكم } أي: يعيب أصنامكم، وفيه إِضمار «يقولون»، { وهم بِذِكْر الرحمن هم كافرون } وذلك أنهم قالوا: ما نعرف الرحمن، فكفروا بالرحمن.