الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } * { وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ } * { قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ }

قوله تعالى: { وقالوا } يعني: المشركين { لولا } أي: هلاّ { يأتينا } محمد { بآية من ربِّه } أي: كآيات الأنبياء، نحو الناقة والعصا، { أوَلَم يأتهم } قرأ نافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم: «تأتهم» بالتاء. وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: «يأتهم» بالياء.

قوله تعالى: { بيِّنة ما في الصحف الأولى } أي: أولم يأتهم في القرآن بيان ما في الكتب من أخبار الأمم التي أهلكناها لمَّا سألوا الآيات ثم كفروا بها، فما يؤمِّنهم أن تكون حالُهم في سؤال الآيات كحال أولئك؟! { ولو أنَّا أهلكناهم } يعني: مشركي مكة { بعذاب من قبله } في الهاء قولان.

أحدهما: أنها ترجع إِلى الكتاب، قاله مقاتل.

والثاني: إِلى الرسول، قاله الفراء.

قوله تعالى: { لقالوا } يوم القيامة { ربَّنا لولا } أي: هلاّ { أرسلتَ إِلينا رسولاً } يدعونا إِلى طاعتك { فنتَّبع آياتك } أي: نعمل بمقتضاها { من قبل أن نَذِلَّ } بالعذاب { ونَخْزَى } في جهنم. وقرأ ابن عباس، وابن السميفع، وأبو حاتم عن يعقوب: «نُذَلَّ» «ونُخْزَى» برفع النون فيهما، وفتح الذال. { قل } لهم يا محمد: { كُلٌّ } منا ومنكم { متربِّص } أي: نحن نتربَّص بكم العذاب في الدنيا، وأنتم تتربصون بنا الدوائر { فتربَّصوا } أي: فانتظروا { فستعلمون } إِذا جاء أمر الله { مَنْ أصحابُ الصِّراط السَّويِّ } أي: الدِّين المستقيم { ومَنِ اهتدى } من الضلالة، أنحن، أم أنتم؟ وقيل: هذه منسوخة بآية السيف، وليس بشيء.