قوله تعالى: { كذلك نقص عليك } أي: كما قصصنا عليك يا محمد من نبأ موسى وقومه، نقص عليك { من أنباء ما قد سبق } أي: من أخبار من مضى، والذِّكْر هاهنا: القرآن { من أعرض عنه } فلم يؤمن، ولم يعمل بما فيه { فإنه يحمل يوم القيامة } وقرأ عكرمة، وأبو المتوكل، وعاصم الجحدري: «يُحَمَّل» برفع الياء وفتح الحاء وتشديد الميم، { وزراً } أي: إِثماً { خالدين فيه } أي: في عذاب ذلك الوزر { وساءَ لهم } قال الزجاج: المعنى: وساء الوزر لهم يوم القيامة { حِملاً } ، و«حملاً» منصوب على التمييز. قوله تعالى: { يوم ينفخ في الصور } قرأ أبو عمرو: «ننفخ» بالنون. وقرأ الباقون من السبعة: «ينفخ» بالياء على ما لم يسم فاعله. وقرأ أبو عمران الجوني: «يوم ينفخ» بياء مفتوحة ورفع الفاء، وقد سبق بيانه. { ونحشر المجرمين } وقرأ أُبيُّ بن كعب، وأبو الجوزاء، وطلحة بن مصرِّف: «ويحشر» بياء مفتوحة ورفع الشين. وقرأ ابن مسعود، والحسن، وأبو عمران: «ويحشر» بياء مرفوعة وفتح الشين «المجرمون» بالواو. قال المفسرون: والمراد بالمجرمين: المشركون. { يومئذ زُرْقاً } وفيه قولان. أحدهما: عُمياً، رواه أبو صالح عن ابن عباس. وقال ابن قتيبة: بيض العيون من العمى، قد ذهب السواد، والناظر. والثاني: زُرق العيون من شدة العطش، قاله الزهري. والمراد: أنه يشوِّه خَلْقَهم بسواد الوجوه، وزرق العيون. قوله تعالى: { يتخافتون بينهم } أي: يسارّ بعضهم بعضاً { إِن لبثتم } أي: ما لبثتم إِلا عشر ليال. وهذا على طريق التقليل، لا على وجه التحديد. وفي مرادهم بمكان هذا اللبث قولان. أحدهما: القبور. ثم فيه قولان. أحدهما: أنهم عَنَوا طول ما لبثوا فيها، روى أبو صالح عن ابن عباس: إِن لبثتم بعد الموت إِلا عشراً. والثاني: ما بين النفختين، وهو أربعون سنة، فإنه يخفف عنهم العذاب حينئذ، فيستقلُّون مدة لبثهم لهول ما يعاينون، حكاه علي ابن أحمد النيسابوري. والقول الثاني: أنهم عَنَوا لبثهم في الدنيا، قاله الحسن، وقتادة. قوله تعالى: { إِذ يقول أمثلهم طريقة } أي: أعقلهم، وأعدلهم قولاً { إِن لبثتم إِلا يوماً } فنسي القوم مقدار لبثهم لهول ما عاينوا.