الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٱكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

قوله تعالى: { وظلَّلنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنَّ والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }.

{ الغمام } السحاب، سمي غماماً، لأنه يغم السماء، أي: يسترها، وكل شيء غطيته فقد غممته، وهذا كان في التيه. وفي المن ثمانية أقوال. أحدها: أنه الذي يقع على الشجر فيأكله الناس، قاله ابن عباس والشعبي والضحاك. والثاني: أنه الترنجبين، روي عن ابن عباس أيضاً، وهو قول مقاتل. والثالث: أنه صمغه، قاله مجاهد. والرابع: أنه يشبه الرب الغليظ، قاله عكرمة. والخامس: أنه شراب، قاله أبو العالية، والربيع بن أنس. والسادس: أنه خبز الرقاق مثل الذرة، أو مثل النَّقي، قاله وهب. والسابع: أنه عسل، قاله ابن زيد. والثامن: أنه الزنجبيل، قاله السدي.

وفي السلوى قولان. أحدهما: أنه طائر، قال بعضهم: يشبه السماني، وقال بعضهم: هو السماني. والثاني: أنه العسل ذكره ابن الانباري، وأنشد:
وقاسمها بالله جهداً لأنتم   ألذ من السلوى إِذا ما نشورها
قوله تعالى: { وما ظلمونا } قال ابن عباس: ما نقصونا وضرونا، بل ضروا أنفسهم.