الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوۤاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَٰتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ }

قوله تعالى: { وآمنوا بما أنزلت } يعني القرآن { مصدقاً لما معكم } يعني التوراة او الإنجيل، فإن القرآن يصدقهما أنهما من عند الله، ويوافقهما في صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

{ ولا تكونوا أول كافر به }

إنما قال: أول كافر، لأن المتقدم الى الكفر أعظمَ من الكفر بعد ذلك، إذ المبادر لم يتأمل الحجة، وإنما بادر بالعناد، فحاله أشد. وقيل: ولا تكونوا أول كافر به بعد أن آمن، والخطاب لرؤساء اليهود.

وفي هائه قولان. أحدهما: أنها تعود إلى المنزّل، قاله ابن مسعود وابن عباس.

والثاني: أنها تعود على ما معهم، لأنهم إذا كتموا وصف النبي صلى الله عليه وسلم وهو معهم، فقد كفروا به، ذكره الزجاج.

قوله تعالى: { ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً وإِياي فاتقون }

أي: لا تستبدلوا [بآياتي] ثمناً قليلاً. وفيه ثلاثة أقوال. أحدها: أنه ما كانوا يأخذون من عرض الدنيا. والثاني: بقاء رئاستهم عليهم. والثالث: أخذ الأجرة على تعليم الدين.