الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُولَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ }

في معنى الآية: ثلاثة أقوال.

أحدها: أنها العلامة، فمعنى آية: علامة لانقطاع الكلام الذي قبلها، والذي بعدها، قال الشاعر:
ألا أبلغ لديك بني تميم   بآية ما يحبون الطعاما
وقال النابغة:
توهمت آيات لها فعرفتها   لستة أعوام وذا العام سابع
وهذا اختيار أبي عبيد.

والثاني: أنها سميت آية، لأنها جماعة حروف من القرآن، وطائفة منه. قال أبو عمرو الشيباني: يقال: خرج القوم بآيتهم، أي: بجماعتهم. وأنشدوا:
خرجنا من النقبين لا حي مثلنا   بآياتنا نزجي اللقاح المطافلا
والثالث: أنها سميت آية، لأنها عجب، وذلك أن قارئها يستدل إذا قرأها على مباينتها كلام المخلوقين، وهذا كما تقول: فلان آية من الآيات؛ أي: عجب من العجائب. ذكره ابن الأنباري.

وفي المراد بهذه الآيات أربعة أقوال.

أحدها: آيات الكتب التي تتلى. والثاني: معجزات الأنبياء، والثالث: القرآن. والرابع: دلائل الله في مصنوعاته. وأصحاب النار: سكانها، سموا أصحاباً، لصحبتهم إياها بالملازمة.