الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

قوله تعالى: { هُوَ الذي خَلَقَ لَكُم مافي الأرض جميعاً } أي: لأجلكم، فبعضه للانتفاع، وبعضه للاعتبار.

{ ثم استوى إلى السماء } ، أي: عمد إلى خلقها، والسماء: لفظها لفظ الواحد، ومعناها، معنى الجمع، بدليل قوله: { فسواهنَّ }.

وأيهما أسبق في الخلق: الأرض، أم السماء؟ فيه قولان. أحدهما: الأرض، قاله مجاهد. والثاني: السماء، قاله مقاتل.

واختلفوا في كيفية تكميل خلق الأرض وما فيها، فقال ابن عبَّاس: بدأ بخلق الأرض في يومين، ثم خلق السماوات في يومين، وقدر فيها أقواتها في يومين. وقال الحسن ومجاهد: جمع خلق الأرض وما فيها في أربعة أيام متوالية، ثم خلق السماء في يومين.

والعليم: جاء على بناء: فعيل، للمبالغة في وصفه بكمال العلم.