الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَٱللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

قوله تعالى: { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله } حدثنا عن ثعلب أنه قال: إنما المثل -والله أعلم- للنفقة، لا للرجال، ولكن العرب إذا دل المعنى: على ما يريدون، حذفوا، مثل قوله تعالى: { وأُشربوا في قلوبهم العجل } فأضمر «الحب»، لأن المعنى معلوم، فكذلك هاهنا. أراد: مثل نفقة الذين ينفقون أموالهم. ونحو هذا قوله تعالى:ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم } [آل عمران: 18]. يريد: بخل الباخلين: فحذف البخل. وفي المراد بـ «سبيل الله» قولان. أحدهما: أنه الجهاد. والثاني: أنه جميع أبواب البر. قال أبو سليمان الدمشقي. والآية مردودة على قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم } وقد أعلم الله عز وجل بضرب هذا المثل، أن الحسنة في النفقة في سبيله تضاعف بسبعمائة ضعف. وقال الشعبي: نفقة الرجل على نفسه وأهل بيته تضاعف سبعمائة ضعف. قال ابن زيد: { والله يضاعف لمن يشاء } أي: يزيد على السبعمائة.