قوله تعالى: { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً } وفي الأنداد قولان قد تقدما في أول السورة. وفي قوله: { يحبونهم كحب الله } قولان. أحدهما: أن معناه يحبونهم كحب الذين آمنوا لله، هذا قول ابن عباس، وعكرمة، وأبي العالية، وابن زيد، ومقاتل، والفراء. والثاني: يحبونهم كمحبتهم لله، أي: يسوون بين الأوثان وبين الله تعالى في المحبة. هذا اختيار الزجاج، قال: والقول الأول ليس بشيء، والدليل على نقضه قوله: { والذين آمنوا أشد حباً لله } قال المفسرون: أشد حباً لله من أهل الأوثان لأوثانهم. قوله تعالى: { ولو يرى الذين ظلموا } قرأ أبو عمرو، وابن كثير، وعاصم، وحمزة والكسائي: { يرى } بالياء، ومعناه: لو يرون عذاب الآخرة؛ لعلموا أن القوة لله جميعاً. وقرأ نافع، وابن عامر، ويعقوب: { ولو ترى } بالتاء، على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد به جميع الناس. وجوابه محذوف، تقديره: لرأيتم أمراً عظيماً، كما تقول: لو رأيت فلاناً والسياط تأخذه. وإنما حذف الجواب، لأن المعنى واضح بدونه. قال أبو علي: وإنما قال: «إِذ» ولم يقل: «إِذا» وإن كانت «إِذ» لما مضى، لإرادة تقريب الأمر، فأتى بمثال الماضي، وإنما حذف جواب «لو» لأنه أفخم، لذهاب المتوعد إلى كل ضرب من الوعيد. وقرا أبو جعفر { إِن القوة للهِ } و: { إِن الله } بكسر الهمزة فيهما على الاستئناف، كأنه يقول: فلا يحزنك ما ترى من محبتهم أصنامهم { إن القوة لله جميعاً } قال ابن عباس: القوة: القدرة، والمنعة.