الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }

قوله تعالى: { صبغةَ الله } سبب نزولها أن النصارى كانوا إذا ولد لأحدهم ولد، فأتى عليه سبعة أيام، صبغوه في ماء لهم، يقال له: المعمودية، ليطهروه بذلك، ويقولون: هذا طهور مكان الختان، فاذا فعلوا ذلك؛ قالوا: صار نصرانياً حقاً، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس. قال ابن مسعود وابن عباس، وأبو العالية، ومجاهد، والنخعي، وابن زيد: { صبغةَ الله }: دينه. قال الفراء: { صبغةَ الله } [نصب] مردودة على الملة. وقرأ ابن عبلة: { صبغةُ الله } بالرفع على معنى: هذه صبغة الله. وكذلك قرأ: { ملةُ إِبراهيم } بالرفع أيضاً على معنى: هذه ملة إبراهيم. قال ابن قتيبة: المراد بصبغة الله: الختان، فسماه صبغة، لأن النصارى كانوا يصبغون أولادهم في ماء [ويقولون: هذا طهرة لهم، كالختان للحنفاء] فقال الله تعالى: { صبغة الله } أي: الزموا صبغة الله، لا صبغة النصارى أولادهم، وأراد بها: ملة ابراهيم. وقال غيره: إنما سمي الدين صبغة لبيان أثره على الإنسان، كظهور الصبغ على الثوب.