الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

قوله تعالى: { وإِذ قال إِبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً } البلد: صدر القرى، والبالد: المقيم بالبلد، والبلدة: الصدر، ووضعت الناقة بلدتها: إذا بركت، والمراد بالبلد هاهنا: مكة. ومعنى: { آمناً }: ذا أمنٍ. وأمن البلدة مجاز، والمراد: أمن من فيه. وفي المراد بهذا الأمن ثلاثة أقوال. أحدها: أنه سأله الأمن من القتل. والثاني: من الخسف والقذف. والثالث: من القحط والجدب، قال مجاهد: قال إبراهيم: لمن آمن، فقال الله عز وجل: ومن كفر فسأرزقه.

قوله تعالى: { فأمتعه } وقرأ ابن عامر: { فأمتعه } بالتخفيف، من أمتعت. وقرأ الباقون بالتشديد من: مَتَّعت. والإمتاع: إعطاء ما تحصل به المتعة. والمتعة: أخذ الحظ من لذة ما يشتهي. وبماذا يمتعه؟ فيه قولان. أحدهما: بالأمن. والثاني: بالرزق. والاضطرار: الإلجاء إلى الشيء، والمصير: ما ينتهي إليه الأمر.