الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِٱلْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } * { وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـٰهاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً } * { هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً }

قوله تعالى: { نحن نَقُصُّ عليك نبأهم } أي: خبر الفتية { بالحق } أي: بالصدق.

قوله تعالى: { وزدناهم هدى } أي: ثبَّتناهم على الإِيمان، { وربطنا على قلوبهم } أي: ألهمناها الصبر { إِذ قاموا } بين يدي ملكهم دقيانوس { فقالوا ربُّنا ربُّ السموات والأرض } وذلك أنه كان يدعو الناس إِلى عبادة الأصنام، فعصم الله هؤلاء حتى عصَواْ ملِكهم. وقال الحسن: قاموا في قومهم فدعَوْهم إِلى التوحيد. وقيل: هذا قولهم بينهم لما اجتمعوا خارج المدينة على ما ذكرنا في أول القصة. فأما الشطط، فهو الجَوْر. قال الزجاج: يقال: شَطَّ الرجل، وأَشَطَّ: إِذا جار. ثم قال الفتية: { هؤلاء قومُنا } يعنون الذين كانوا في زمن دقيانوس { اتخذوا من دونه آلهة } أي: عبدوا الأصنام { لولا } أي: هلاّ { يأتون عليهم } أي: على عبادة الأصنام { بسُلطان بَيِّن } أي: بِحُجَّةٍ. وإِنما قال: «عليهم» والأصنام مؤنَّثة، لأن الكفار نحلوها العقل والتمييز، فجرت مجرى المذكَّرين من الناس.

قوله تعالى: { فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً } فزعم أن له شريكاً؟!