الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً } * { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً } * { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً }

قوله تعالى: و { تركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } في المشار إِليهم ثلاثة أقوال.

أحدها: أنهم يأجوج ومأجوج. ثم في المراد بـ «يومئذ» قولان.

أحدهما: أنه يوم انقضى أمر السدِّ، تُركوا يموج بعضهم في بعض من ورائه مختلطين لكثرتهم؛ وقيل: ماجوا متعجبين من السدِّ.

والثاني: أنه يوم يخرجون من السدِّ تُركوا يموج بعضهم في بعض.

والثاني: أنهم الكفار.

والثالث: أنهم جميع الخلائق. الجن والإِنس يموجون حيارى. فعلى هذين القولين، المراد باليوم المذكور يوم القيامة.

قوله تعالى: { ونُفخ في الصُّور } هذه نفخة البعث. وقد شرحنا معنى «الصُّور» في [الأنعام: 73].

قوله تعالى: { وعرضنا جهنم } أي: أظهرناها لهم حتى شاهدوها.

قوله تعالى: { الذين كانت أعينهم } يعني: أعين قلوبهم { في غِطاءٍ } أي: في غفلةٍ { عن ذِكْري } أي: عن توحيدي والإِيمان بي وبكتابي { وكانوا لا يستطيعون سمعاً } هذا لعداوتهم وعنادهم وكراهتهم ما يُنْذَرون به، كما تقول لمن يكره قولك: ما تقدر أن تسمع كلامي.