الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً }

قوله تعالى: { ويدعو الإِنسان بالشر } وذلك أن الإِنسان يدعو في حال الضجر والغضب على نفسه وأهله بما لا يحب أن يستجاب له كما يدعو لنفسه بالخير. { وكان الإِنسان عجولاً } يعجِّل بالدعاء بالشر عند الغضب والضجر عَجَلَته بالدعاء بالخير.

وفي المراد بالإِنسان هاهنا ثلاثة أقوال.

أحدها: أنه اسم جنس يراد به الناس، قاله الزجاج وغيره.

والثاني: آدم، فاكتفى بذكره من ذكر ولده، ذكره ابن الأنباري.

والثالث: أنه النضر بن الحارث حين قال:فأمطر علينا حجارة من السماء } [الأنفال: 32]، قاله مقاتل. وقال سلمان الفارسي: أول ما خلق الله من آدم رأسه، فجعل ينظر إِلى جسده كيف يخلق، قال: فبقيت رجلاه، فقال: يا رب عجِّل، فذلك قوله: { وكان الإِنسان عجولا }.