الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

قوله تعالى: { والله أخرجكم من بطون أُمَّهاتكم } قرأ حمزة: «إِمِّهاتِكم» بكسر الألف والميم، وقرأ الكسائي بكسر الإِلف وفتح الميم، والباقون بضم الألف وفتح الميم، وكذلك في [النور: 61] و [الزمر: 6] و [النجم: 32]، ولا خلاف بينهم في الابتداء بضم الهمزة.

قوله تعالى: { وجعل لكم السمع } لفظه لفظ الواحد، والمراد به الجميع، وقد بيَّنَّا علة ذلك في أول [البقرة: 7]. والأفئدة: جمع فؤاد. قال الزجاج: مثل: غراب وأغربة، ولم يجمع «فؤاد» على أكثر العدد، لم يقل فيه: «فئدان» مثل غُراب وغِربان. وقال أبو عبيدة: وإِنما جعل لهم السمع والأبصار والأفئدة قبل أن يخرجهم، غير أن العرب تقدِّم وتؤخِّر، وأنشد:
ضَخْمٌ تُعَلَّقُ أَشْنَاقُ الدِّيَات بِه   إِذا المِؤُونَ أُمِرَّتْ فَوْقَهُ حَمَلا
[الشَّنَق: ما بين الفريضتين]. والمِؤُون أعظم من الشَّنَق، فبدأ بالأقل قبل الأعظم.

قال المفسرون: ومقصود الآية: أن الله تعالى أبان نعمه عليهم حيث أخرجهم جهّالاً بالأشياء، وخلق لهم الآلات التي يتوصلون بها إِلى العلم.