الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }

قوله تعالى: { ولو يؤاخذ الله الناسَ بظلمهم } أي: بشركهم ومعاصيهم، كلما وُجد شيء منهم أُوخذوا به { ما ترك على ظهرها } يعني: الأرض، وهذه كناية عن غير مذكور، غير أنه مفهوم، لأن الدوابّ إِنما هي على الأرض.

وفي قوله: { من دابة } ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه عنى جميع ما يدبُّ على وجه الأرض، قاله ابن مسعود. قال قتادة: وقد فعل ذلك في زمن نوح عليه السلام، وقال السدي: المعنى: لأقحط المطر فلم تبق دابة إِلا هلكت، وإِلى نحوه ذهب مقاتل.

والثاني: أنه أراد من الناس خاصة، قاله ابن جريج.

والثالث: من الإِنس والجن، قاله ابن السائب، وهو اختيار الزجاج.

قوله تعالى: { ولكن يؤخرهم إِلى أجل مسمى } وهو منتهى آجالهم، وباقي الآية قد تقدم [الأعراف: 34].