الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }

قوله تعالى: { خلق الإِنسان من نطفة } قال المفسرون: أخذ أبيُّ بن خلف عظماً رميماً، فجعل يفتُّه ويقول: يامحمد كيف يبعت الله هذا بعدما رُمّ؟

فنزلت فيه هذه الآية والخصيم: المخاصم، والمبين: الظاهر الخصومه.

والمعنى: أنه مخلوق من نطفة، وهو مع ذلك يخاصم وينكر البعث، أفلا يستدل بأولة على آخرة، وأن من قدر على إِيجاده أولاً، يقدر على إِعادتة ثانيا؟! وفية تنبية على إِنعام الله عليه حين نقله من حال ضعف النطفة إِلى القوة التي أمكنة معها الخصام.