الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلـٰكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }

قوله تعالى: { هل ينظرون إِلاَّ أن تأتيهم الملائكة } وقرأ حمزة، والكسائي «يأتيهم» بالياء، وهذا تهديد للمشركين، وقد شرحناه في [البقرة:210] وآخر [الأنعام:158].

وفي قوله تعالى: { أو يأتيَ أمر ربك } قولان:

أحدهما: أمر الله فيهم، قاله ابن عباس. والثاني: العذاب في الدنيا، قاله مقاتل.

قوله تعالى: { كذلك فعل الذين من قبلهم } يريد: كفار الأمم الماضية، كذَّبوا كما كذَّب هؤلاء. { وما ظلمهم الله } بإهلاكهم { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } ، بالشرك { فأصابهم سيئات ما عملوا } أي: جزاؤها، قال ابن عباس: جزاء ما عملوا من الشرك، { وحاق بهم } قد بيناه في [الأنعام:10]، والمعنى: أحاط بهم { ما كانوا به يستهزؤن } من العذاب.