الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ بَلَىٰ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ }

قوله تعالى: { الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسِهِم } قال عكرمة: هؤلاء قوم كانوا بمكة أقرُّوا بالإِسلام ولم يُهاجروا، فأخرجهم المشركون كرهاً إِلى بدر، فقتل بعضهم. وقد شرحنا هذا في سورة [النساء: 97].

قوله تعالى: { فأَلْقَوُا السَّلَمَ } قال ابن قتيبة: انقادوا واستسلموا، والسَّلَم: الاستسلام. قال المفسرون: وهذا عندالموت يتبرؤون من الشرك، وهو قولهم: { ماكُنَّا نعمل من سوءٍ } وهو الشرك، فتردُّ عليهم الملائكة فتقول: «بلى». وقيل: هذا ردُّ خزنة جهنم عليهم { بلى إِن الله عليم بما كنتم تعملون } من الشرك والتكذيب. ثم يقال لهم: ادخلوا أبواب جهنم، وقد سبق تفسير ألفاظ الآية [النساء 97] و [الحجر 44].