الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ }

قوله تعالى: { ادع إِلى سبيل ربك } قال ابن عباس: نزلت مع الآية التي بعدها، وسنذكر هناك السبب. فأما السبيل، فقال مقاتل: هو دين الإِسلام.

وفي المراد { بالحكمة } ثلاثة أقوال:

أحدها: أنها القرآن، رواه أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: الفقه، قاله الضحاك عن ابن عباس.

والثالث: النبوَّة، ذكره الزجاج.

وفي { الموعظة الحسنة } قولان:

أحدهما: مواعظ القرآن، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: الأدب الجميل الذي يعرفونه، قاله الضحاك عن ابن عباس.

قوله تعالى: { وجادلهم } في المشار إِليهم قولان:

أحدهما: أنهم أهل مكة، قاله أبوصالح.

والثاني: أهل الكتاب، قاله مقاتل.

وفي قوله: { بالتي هي أحسن } ثلاثة أقوال:

أحدها: جادلهم بالقرآن.

والثاني: بـ «لا آله إِلاّ الله»، روي القولان عن ابن عباس.

والثالث: جادلهم غير فظٍّ ولا غليظ، وأَلِنْ لهم جانبك، قاله الزجاج. وقال بعض علماء التفسير: وهذا منسوخ بآية السيف.

قوله تعالى: { إِن ربك هو أعلم } المعنى: هو أعلم بالفريقين، فهو يأمرك فيهما بما فيه الصلاح.