الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ } * { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } * { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ }

قوله تعالى: { وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً } قد شرحناه في [الأعراف 74].

وفي قوله: { آمنين } ثلاثة أقوال:

أحدها: آمنين أن تقع عليهم.

والثاني: آمنين من خرابها.

والثالث: من عذاب الله عز وجل، وفي قوله تعالى: { ماكانوا يكسبون } قولان:

أحدهما: ما كانوا يعملون من نحت الجبال.

والثاني: ما كانوا يكسبون من الأموال والأنعام.

قوله تعالى: { إِلا بالحق } أي: للحق ولإِظهار الحق، وهو ثواب المصدِّق وعقاب المكذِّب. { وإِن الساعة لآتية } أي: وإِن القيامة لتأتي، فيجازى المشركون بأعمالهم، { فأصفح الصفح الجميل } عنهم، وهو الإِعراض الخالي من جزع وفُحش. قال المفسرون: وهذا منسوخ بآية السيف. فأما { الخلاَّق } فهو خالق كل شيء. و { العليم } قد سبق شرحة [البقرة:29].