الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ } * { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } * { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ }

قوله تعالى: { إِن المتقين في جنات وعيون } قد شرحنا في سورة [البقرة:2و 25] معنى التقوى والجنات. فأما العيون، فهي عيون الماء، والخمر، والسلسبيل، والتسنيم، وغير ذلك مما ذُكر أنه من شراب الجنة.

قوله تعالى: { ادخلوها بسلام } المعنى: يقال لهم: ادخلوها بسلام، وفيه ثلاثة أقوال:

أحدها: بسلامة من النار. والثاني: بسلامة من كل آفة. والثالث: بتحية من الله.

وفي قوله: { آمنين } أربعة أقوال:

أحدها: آمنين من عذاب الله. والثاني: من الخروج. والثالث: من الموت. والرابع: من الخوف والمرض.

قوله تعالى: { ونزعنا ما في صدورهم من غِلّ } قد ذكرنا تفسيرها في سورة [الأعراف:43] فإن المفسرين ذكروا ما هناك هاهنا من تفسير وسبب نزول.

قوله تعالى: { إِخواناً } منصوب على الحال، والمعنى: أنهم متوادّون.

فإن قيل: كيف نصب «إِخواناً» على الحال، فأوجب ذلك أن التآخي وقع مع نزع الغِلِّ، وقد كان التآخي بينهم في الدنيا؟

فقد أجاب عنه ابن الأنباري، فقال: ما مضى من التآخي قد كان تشوبه ضغائن وشحناء، وهذا التآخي بينهم الموجودُ عند نزع الغِلِّ هو تآخي المصافاة والإِخلاص، ويجوز أن ينتصب على المدح، المعنى: اذكر إِخواناً. فأما السرر، فجمع سرير، قال ابن عباس: على سرر من ذهب مكلَّلة بالزبرجد والدُّرِّ والياقوت، السرير مثل ما بين عدن إِلى أيلة، { متقابلين } لا يرى بعضهم قفا بعض، حيثما التفت رأى وجهاً يحبه يقابله.

قوله تعالى: { لايَمسُّهم فيها نَصَب } أي: لا يصيبهم في الجنة إِعياءٌ وتعب.