الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }

قوله تعالى: { ومثل كلمة خبيثة } قال ابن عباس هي الشِّرك.

وقوله: { كشجرة خبيثة } فيها خمسة أقوال:

أحدها: أنها الحنظلة، رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبه قال أنس، ومجاهد.

والثاني: أنها الكافر، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. وروى العوفي عنه أنه قال: الكافر لا يُقبل عمله، ولا يصعد إِلى الله تعالى، فليس له أصل في الأرض ثابت، ولا فرع في السماء.

والثالث: أنها الكَشُوثَى رواه الضحاك عن ابن عباس.

والرابع: أنه مَثَل، وليست بشجرة مخلوقة، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس.

والخامس: أنها الثوم، روي عن ابن عباس أيضاً.

قوله تعالى: { اجتثت } قال ابن قتيبة: استُؤصلت وقُطعت. قال الزجاج: ومعنى اجتثثت الشي في اللغة: أخذت جُثته بكمالها.

وفي قوله: { مالها من قرار } قولان:

أحدهما: ما لها من أصل، لم تَضرِب في الأرض عِرقاً.

والثاني: ما لها من ثبات.

ومعنى تشبيه الكافر بهذه الشجرة أنه لا يصعد للكافر عمل صالح، ولا قول طيب، ولا لقوله أصل ثابت.