الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ }

قوله تعالى: { ويقول الذين كفروا } فيهم قولان:

أحدهما: أنهم اليهود والنصارى. والثاني: كفار قريش. { قل كفى بالله شهيداً } أي: شاهداً { بيني وبينكم } بما أظهرَ من الآيات، وأبان من الدلالات على نبوَّتي.

قوله تعالى: { ومن عنده علم الكتاب } فيه سبعة أقوال:

أحدها: أنهم علماء اليهود والنصارى، رواه العوفي عن ابن عباس.

والثاني: أنه عبد الله بن سلام، قاله الحسن، ومجاهد، وعِكرمة، وابن زيد، وابن السائب، ومُقاتل.

والثالث: أنهم قوم من أهل الكتاب كانوا يشهدون بالحق، منهم عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، وتميم الداريّ، قاله قتادة.

والرابع: أنه جبريل عليه السلام، قاله سعيد بن جُبير.

والخامس: أنه علي بن أبي طالب، قاله ابن الحنفية.

والسادس: أنه بنيامين، قاله شمر.

والسابع: أنه الله تعالى، روي عن الحسن، ومجاهد، واختاره الزجاج واحتجَّ له بقراءة من قرأ: «ومِنْ عِندِه عُلِمَ الكتابُ» وهي قراءة ابن السّميفع، وابن أبي عبلة، ومجاهد، وأبي حيوة. ورواية ابن أبي سريج عن الكسائي: «ومِنْ» بكسر الميم «عِندِه» بكسر الدال «عُلِمَ» بضم الميم وكسر اللام وفتح الميم «الكتابُ» بالرفع. وقرأ الحسن «ومِنْ» بكسر الميم «عندِه» بكسر الدال «عِلْمُ» بكسر العين وضمِّ الميم «الكتابِ» مضاف، كأنه قال: أُنزل من عِلم الله عز وجل.