الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ }

قوله تعالى: { والذين آتيناهم الكتاب } فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنهم مسلمو اليهود، قاله أبو صالح عن ابن عباس. وقال مقاتل: هم عبد الله بن سلام وأصحابه.

والثاني: أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله قتادة.

والثالث: مؤمنو أهل الكتابين من اليهود والنصارى، ذكره الماوردي. والذي أُنزل إِليه: القرآن، فرح به المسلمون وصدَّقوه، وفرح به مؤمنو أهل الكتاب، لأنه صدَّق ما عندهم. وقيل: إِن عبد الله بن سلام ومن آمن معه من أهل الكتاب، ساءهم قِلَّة ذكر الرحمن في القرآن مع كثرة ذِكره في التوراة، فلما نزل ذِكره فرحوا، وكفر المشركون به، فنزلت هذه الآية.

فأما الأحزاب، فهم الكفار الذين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعاداة، وفيهم أربعة أقوال:

أحدها: أنهم اليهود والنصارى، قاله قتادة.

والثاني: أنهم اليهود والنصارى والمجوس، قاله ابن زيد.

والثالث: بنو أمية وبنو المغيرة وآل أبي طلحة بن عبد العزّى، قاله مقاتل.

والرابع: كفار قريش، ذكره الماوردي.

وفي بعضه الذي أنكروه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه ذِكر الرحمن والبعثِ ومحمدٍ صلى الله عليه وسلم، قاله مقاتل.

والثاني: أنهم عرفوا بعثة الرسول في كتبهم وأنكروا نبوَّته.

والثالث: أنهم عرفوا صِدقه، وأنكروا تصديقه، ذكرهما الماوردي.