الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

قوله تعالى: { وما أرسلنا من قبلك إِلا رجالاً } هذا نزل من أجل قولهم: هلاّ بعث الله ملكاً، فالمعنى: كيف تعجَّبوا من إِرسالنا إِياك، وسائر الرسل كانوا على مثل حالك { يوحى إِليهم }؟ وقرأ حفص عن عاصم: «نوحي» بالنون. والمراد بالقرى: المدائن. وقال الحسن: لم يبعث الله نبيّاً من أهل البادية، ولا من الجن، ولا من النساء، قال قتادة: لأن أهل القرى أعلم وأحلم من اهل العَمود.

قوله تعالى: { أفلم يسيروا في الأرض } يعني: المشركين المنكرين نبوَّتك { فينظروا } إِلى مصارع الأمم المكذِّبة فيعتبروا بذلك. { ولَدَار الآخرة } يعني: الجنة { خير } من الدنيا { للذين اتقوا } الشرك. قال الفراء: أضيفت الدار إِلى الآخرة، وهي الآخرة، لأن العرب قد تضيف الشيء إِلى نفسه إِذا اختلف لفظه، كقوله:لَهُوَ حَقُّ اليقين } [الواقعة: 96] والحق: هو اليقين، وقولهم: أتيتك عام الأول، ويوم الخميس.

قوله تعالى: { أفلا يعقلون } قرأ أهل المدينة، وابن عامر، وحفص، والمفضَّل، ويعقوب: «تعقلون» بالتاء، وقرأ الآخرون بالياء، والمعنى: أفلا يعقلون هذا فيؤمنوا.