الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ } * { وَيٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ }

قوله تعالى: { وإِلى مدين } قد ذكرناه في [الأعراف:85].

قوله تعالى: { ولا تنقصوا المكيال والميزان } أي: لاتطفِّفوا؛ وكانوا يطفِّفون مع كفرهم.

قوله تعالى: { إِني أراكم بخير } فيه قولان:

أحدهما: أنه رُخْص الأسعار، قاله ابن العباس، والحسن، ومجاهد.

والثاني: سَعَةُ المال، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً، وبه قال قتادة، وابن زيد. وقال الفراء: أموالكم كثيرة، وأسعاركم رخيصة، فأي حاجة بكم إِلى سوء الوزن والكيل؟!

قوله تعالى: { وإِني أخاف عليكم عذاب يوم محيط } فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه غلاء السعر، قاله ابن عباس. وقال مجاهد: القحط والجدب والغلاء.

والثاني: العذاب في الدنيا، وهوالذي أصابهم، قاله مقاتل.

والثالث: عذاب النار في الآخرة، ذكره الماوردي.

قوله تعالى: { أوفوا المكيال والميزان بالقسط } أي: أتمُّوا ذلك بالعدل. والإِيفاء: الإِتمام. { ولا تَعْثَوْا في الأرض مفسدين } بنقص المكيال والميزان.