الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ }

قوله تعالى: { فلما رأى أيديهم } يعنى الملائكة { لاَتَصِلُ إِليه } يعني العجل { نَكِرَهُمْ } أي: أنكرهم. قال أبو عبيدة: نَكِرهم وأنكرهم واستنكرهم، سواء، قال الأعشى:
فَأَنْكَرَتْنِي وَمَا كان الَّذي نَكِرَتْ   مِنَ الحَوَادِثِ إِلاَّ الشَّيْبَ والصَّلَعَا
قوله تعالى: { وأوجس منهم خيفةً } أي: أضمر في نفسه خوفاً. قال الفراء: وكانت سُنَّةً في زمانهم إِذا ورد عليهم القوم فأتوهم بالطعام فلم يمسُّوه، ظنوا أنهم عدوٌّ أو لُصُوصٌ، فهنالك أوجس في نفسه خيفة، فرأوا ذلك في وجهه، فقالوا: { لا تخف }.

قوله تعالى: { إِنا أُرسلنا إِلى قوم لوط } قال الزجاج: أي: أُرسلنا بالعذاب إِليهم. قال ابن الأنباري: وإِنما أُضمر ذلك هاهنا، لقيام الدليل عليه بذكر الله تعالى له في سورة أخرى.